Original
كــفـــفــت دمــوعــي بـــمــنــاديــل مـــن ورق
كـالأعـمـى تـحـسـسـت طـريـقـي بـعـد الـشـفـق
وكـل مـا بذاخـلي تآكـلـت أطـرافـه مـن الشـوق
لـلــظــلـم أيــدي خــفــيــة لــيــســت مــن نــدم
تــتـلاعــب خــلـف ســتـائـر لـيـسـت مـن عـدم
لــتـحــول صــاحــب الـحــق إلــى مــن ظــلــم
*** *** ***
مــن الـمــآمــرات مــا نــســجــت خــيـوطــهـا
لــتـصـبـح كـالأوتـار حـيـن تـعـزف ألـحـانـهـا
كــالأقــدار حــيــن تــدق أجــراس ســاعــتـهـا
مـضت عـلي من الأزمـان مـا رأيـت فـيهـا بـر
لا ضـوء الـشــمــس ولا حـتـى وجــه الـقــمـر
وكــأنـي فـي الـمـنــفـى عـانـيــت ذل الــبـشــر
أنــاس صـارت قــلــوبــهــم مـــثــل الـحــجــر
فــمــا أجــارنــي قــاض ولا حتى مــن هـجــر
*** *** ***
حين فضـلتك على العباد، ورفضت عـنك الـبعاد
رموني بالجراح، ضلموني وقتلوا في الإحساس
فــمـا نـفـع مـعـهـم رجـاء ولا حـتـى الإلـتـمـاس
حـولـوا حـيـاتي لـمديـنة يسكن الخـوف أزقـتـها
وقـلـبي الصغـير البائـس إلى مـقـبـرة أحـزانـها
بـعـدما أظلـمت شمس ربيـعنا في عـز نـهـارها
لكـنـي ما خذلـت الـميـثاق وما اخـترت الفـراق
حــتى أنـي صرت كــطـائـر مـكـسـور الجـنـاح
أشدو مخـتـبأ جـنـب شـجـرة تـغـزوهـا الريـاح
مـتـألـما بــيــن جــبـال أحـزانـي وتـلال أفـراح
كـانوا يـرون جـراحي تنـوح وتـنـتـظر الطبيب
ومـا عـلـمـوا ما لـتـلـك الـجراح غـيـرك طبيب
*** *** ***
صـحـيح أنـني رقـصت طـويـلا مـن الأوجـاع
كـالـطــيـر حــيـن يـرقـص مـن شــدة الــدبـح
وتــعـــلــمـــت أن أعـــيـــش مــع كــل الآلام
وأن ألـمـلـم جــراحـي رغــم كــبــر المـأسـاة
لـكـنــنــي أخــشــى عــلــيــك مـن الــضـيـاع
حـين تعـلو الـحـقـيـقـة مــن تـحـت الــوشـاح
ويـتـسـرب إلـيك الشـك حـين يـشـتـد الظـلام
وتـعـلـمـي أنـني مثـلك ضحـية وهــم الجنـاة
عــكــس مــا قــيــل لــك يــومـا مــن الأيــام
*** *** ***
الـيـوم فـقـط سـئـمت الصبـر ولغـة العيـون
لأقـول أن لا تـقـلـقي فالـذنـب لـيـس ذنـبي
أن أبــكـي فــي كـل طـريــق مـعـا مـشــيـن
وأن لا تـتـأسـفي فـليـسـت أبـدا خطـيـئـتي
أن ألــقـى وأنــا مـعــك كـل عــذاب الـكـون
ولألا تـزيـد جـراحـي بـعــد الـيـوم جـراحـا
لـن أعـلم لـي مـنـها مـخـرجـا أو مـهـربا
أفـضـل الـبـقـاء فـي المنـفـى بعـيدا وحيـدا
هـنالـك حـيـث العالم عـالـق فـي حـنجـرت
ومـصـيـري بـعـد الـيـوم بـأيـدي مجـهـولة
*** *** ***